حدث في دمنهوربقلم الدكتور ايمن نور

أنا واحد من أبناء هذا الوطن، الذين يؤمنون - خطأ أو صوابًا - بأن بوسعهم أن يغيروا باللا عنف وبالوسائل السلمية الطبيعية وجه العالم.. ويواجهون به التطرف والعنف!!

.. اللا عنف بالنسبة لي لا يعني أبدًا الاستسلام لسلطة الماضي والأطر الأبوية في عالم السياسة، أو لمعني الحاكم المستبد الذي لا تُقهر إرادته!!

.. ما فعله مجموعة شباب ورجال حزبي «الغد» وحركة كفاية، والجمعية الوطنية للتغيير، يوم الخميس الماضي كان محاولة منهم أن يواجهوا عنف الدولة وإرهابها، بموقف نبيل يجسد وعيًا حقيقيًا بسياسة اللا عنف، كانت رسالتهم بالغة النضوج وشديدة الوضوح إلا أن نظامًا بوليسيًا يحكمنا لم يعد يفهم الرسائل ولا يجيد التفرقة بين النبل والعنف.

.. بمنتهي العنف رد النظام البوليسي علي رسالة اللا عنف فقرر أن يضرب بيد من حديد أنصار اللا عنف بينما هو متورط حتي أذنيه في التحريض علي العنف وخلق علل وأسباب لوجوده..

.. اعتقال مجموعة من رموز الحركة الوطنية في محافظة البحيرة، علي خلفية الدعوة العاقلة التي تقول «نعم نستطيع أن نغير» يؤكد حجم الذعر الذي بات النظام يعانيه حتي إزاء كلام عادي..

.. تابعت تحقيقات النيابة العامة في الواقعة من داخل غرفة التحقيق وأذهلني أن تكون الجريمة الخطيرة محل التحقيقات التي استمرت من الساعة السابعة مساء الجمعة حتي الرابعة فجر السبت (9 ساعات) هي ورقة تقول الآتي:

«نعم نحن قادرون علي تحقيق التغيير في حالة وحدنا قوانا ونسينا خلافاتنا.

نعم نحن أبناء مصر الأوفياء علينا دور مهم لإنقاذ الوطن مما يعانيه من فساد واستبداد..

نعم نحن قادرون علي التغيير للأفضل..

نريد الحرية - الأمن - الكرامة - نريد أن نعيش في وطن ملك لنا نحن الشعب.. نريد أشياء كثيرة..

أهمها أن نعيش بكرامة، علينا دور يجب أن نؤديه.. وعلي الآخرين احترام إرادتنا.. ضع يدك في يدي نكن أقوي.. أنت مهم أنت أساسي فلا تتنازل عن دورك ولا تقلل من قيم نفسك نحن لا شيء بدونك ونحن كل شيء بك فانضم لنا لكي نقدر علي صناعة التغيير».

.. هذا هو نص البيان الذي سمته النياية منشورًا واستغرقت تسع ساعات في السؤال عنه!! المدهش أنني سمعت لأول مرة أسئلة توجهها النيابة للمتهمين عن المعتقدات السياسية والحزبية والفكرية!!

.. مدهش أن تكون دعوة اللا عنف تواجه بكل هذا العنف!!!

.. تحية تقدير لرموز الحركة الوطنية في البحيرة الدكتور عادل العطار وأحمدميلاد وأحمد مدحت وعصام جويدة وسعيد عبدالمقصود وهاني إدريس ومحمد بطور وأحمد بسيوني.